نهاية البداية
- Rahaf
- Dec 29, 2020
- 2 min read
شارفنا على نهاية عام ٢٠٢٠، وأريد أن أكتب عنها. أو بالأصح، يجب عليَّ أن أكتب عنها.
وجدتُ مئة ضالة، واستشعرتُ ألف نِعمة. خسرتُ الكثير، لكن عوضاً عن ذلك، نُعمتُ بالمسرّات الصغيرة التي كان تساير أيامي وتبهجني. تعلمتُ العديد من الأشياء، ربما سأذكرها أو لا أذكرها، لكنها عظيمة.
كانت بمثابة الصفعة التي توقظ مدارك روحي، و توقظ لبدايات أخرى كنتُ قد غفوتُ عنها.
لن أجعل كلامي مبتذل وأكتب أنّي دخلتُ هذا العام "شخص" وخرجتُ كشخصٍ آخر؛ لأن الواقع هو أني نفس الشخص، بنفس المشاعر، ونفس الروح. لكن سأخرجُ بوعيٍ أكبر بكثير عن السابق. هذا هو الكنزُ الجوهريّ، أن نعي ما مررنا به، بحلّوهِ ومُرّه، نتعلم، ونرجو الفرصَ الثانية دوماً، لأننا لن نخطئ مجدداً في حق ذواتنا بعد الآن.
عليكم أن تسألوا أنفسكم، إن حصل وعُرض عليكم أن تعيشوا تجارب و لحظات هذهِ السنة، هل سيكون الجواب نعم أم لا؟
إذا كانت الإجابة نعم، فأرفع لكم القبعة، أنتم الآن تعونَ بما فيهِ الكفاية لأن تُعيدوا هذه الدروس مئة مرة إن وجب، لأنكم فهمتم جوهرَ الدرس، ولن تتأذوا مرةً أخرى.
وإن كانت الإجابة لا، فلا بأس، أنتم أحرار إن أردتهم المضي بعيداً عن كل هذا الهُراء، ولستم بحاجة إلى أن تعوا أو تدركوا الآن. لكن سيتوجب عليكم أن تخطوا حِذركم لأن لا تتألموا أكثر.
ما رأيكم لو أخبرتكم بأن جميع ما مررنا به في هذا العام كان يجهزنا لما أردنا الوصول إليه؟
وضعنا خطط وأهداف تتطلبُ وعياً ومعرفة كبيرين، ولأجل الوصول لمرادنا ومبتغانا كان يجب التلقيح وتصفية بعض الشوائب التي كانت تلازم أرواحنا.
ببساطة، كانت تمرينات لجعلنا أقوى -فِكراً- من ذي قبل.
كنتُ اكرس أغلب وقتي في التخطيط للعام الجديد.
ياه! كمية التفاؤل و الأمل اللذان وضبطتهُما في حقائب وجررتها خلفي طوال عام ٢٠٢٠ لا تُصدّق!
لكن كل عام، وتحديداً في الشهر الثاني عشر، أقوم بملئ حقائبي مرة أخرى، و اُلقي بالحمل الثقيل الذي واجهتهُ طوال العام خارجها ولاأعود أدراجي لالتقاطها.
الحقيبة لا تتغير، والعناصر الأساسية بداخلها لا تتغير. في الحقيقة، أنا من أتغير كل عام، إما أن أملأ روحي بما يعطيها الدافع للأستمرار،أو ببساطة أميّز من يقوم بإطفاء روحي حتى أشكرهُ على الدرس، وأقول بمحيِهِ نهائياً من أعوامي القادمة.
هاهي الآن٢٠٢٠، ترخي من قبضتها علينا، مسلِّمةً أمرنا لسنواتٍ قادمة عظيمة، نتكئ فيها على أنفسنا وحدنا، من دون دروسها ومن دون أي شئٍ / شخصٍ آخر.
أتمنى لكم عاماً سعيداً، وأياماً مليئة بالبهجة، السرور، والحُب.
وأخيراً وليس آخراً ...
"شكراً لكل من تحمل هذا الفلم حتى النهاية"
تمت.
Comments