top of page

تطهيرٌ روحيّ

  • Writer: Rahaf
    Rahaf
  • Dec 10, 2020
  • 1 min read

Updated: Dec 13, 2020

أيامٌ غريبة، شعرتُ فيها بحاجةٍ ماسّة إلى التغيير. مازلتُ أشعر ببعض الجروح والآلام، لذا عندها فقط عزِمت.

انتشلتُ روحي من جسدي، كانت هزيلة، ضعيفة، و قاتمة.

مسحتُ على قمّةِ رأسها بعفويّةٍ وحُب، قبضتُ على يدها وجررتُها ورائي، تبعتني و كانت قد أسلمت أمرها لي.


مضيتُ من المنزل، وقد مضت نصفُ ساعة حتى وصلتُ إلى مقصدي ..

" تمالَك روحَك"

كانت هذه العبارة مكتوبةٌ على لوحة متجرٍ زهري في بنايةٍ متوسطة الإرتفاع، و كان المنظر يوحي بالبساطة.

بعد تأمُلٍ بالخارج دام لخمسِ دقائق، شرعتُ بالدخول فوراً، وطلبتُ من فتاة الإستقبال أن تدوّن التالي :


المراهق ( ب )، المراجعة السابعة، تطهير من الأحزان.


أعطتني ايماءة هادئة ومتفهمة نحو مقعدٍ في صالة الإنتظار، أطعت وذهبتُ للجلوس.

مرت حوالي أربعين دقيقة حتى نادوا عليّ. نهضتُ ممسكةً على يد روحي ومضيتُ إلى الأمام.

وقعتُ على بضعِ أوراق، وسلمتُ روحي للمُمرضة بعد أن طلبتُ منها أن تحِن عليها، و أن يعتنوا بها جيّداً طوال عملية التطهير.


عدتُ إلى مقعدي وانتظرتُ حتى غلبني النعاس، كنتُ مرهقة و شاحبة، شعرتُ بأني على وشك الإختفاء والتبخر.


استيقظتُ من قيلولتي وكان قد مضى حوالي ساعة ونصف، وعادت الممرضة مع من ذُهلتُ لكونها روحي الحبيبة، وعينايَ تدمعان.

كانت رائحتها زكية، تنبعثُ منها الحياة، ولونها زهريٌّ لطيفٌ، ناعِمة ورقيقة.


ضممتها بين ذراعيّ واحتضنتها بقوّةٍ كبيرة أعادتها مرةً أخرى إلى جسدي.


عندها عادت حياتي إلى مسارها المعهود.





© to the artist



Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page