
مناقشة أكاديمية – سياسية
- Rahaf
- Apr 25, 2024
- 2 min read
مساء الخير جميعًا.
لدي تكليف تحليل نقدي عن مقالة "The Clash of Civilizations" لذا أحاول أن أنتهي من العمل عليها في أقرب وقتٍ ممكن حتى أتفرغ للعمل على البحوث الأخرى. بالمناسبة، لمن لم يسبق له أن قرأ هذه المقالة أو فهِم الغرض من طرحها، يُسعدني جدًا أن أشرح مفاداها هنا.
سامويل هنتنجتون، أمريكي سياسي، مستشار، و باحث أكاديمي تخرج من جامعة هارفارد. نشر في عام ١٩٩٣ مقالة بعنوان “تصادم الحضارات؟” حيث طرح في هذه المقالة السبب الأساسي للتصادم والنزاع بين الحضارات، حيث أنه يرى أن السبب الرئيسي لهذه التصادمات هو الاختلافات الثقافية و الدينية بين هذه الحضارات. و يظن أيضًا أن الصراعات بسبب الاختلافات بين القيم الثقافية أكثر تعقيدًا من الاختلافات الأيديولوجية.
يقول أن سابقًا، كانت الصراعات بين أباطرة وملوك وأيديولوجيات، وكان السوال الاساسي: مع أيّ طرفٍ أنت؟ أما الآن، نتيجة تحول الصراعات إلى تكتلات حضارية، أصبح الصراع حول الهوية الثقافية: من أنت؟ وماهي قِيّمك الثقافية؟
ويضيف أيضًا إلى أن الجواب على السؤال الأخير قد يؤدي إلى القتل في بعض الدول، نتيجة أهمية الموضوع -الهوية الثقافية- لدى بعض الشعوب. ويؤكد بأن التهديد الأساسي للحضارة الغربية الأوروبية هو التحالف الذي يكون بين الحضارتين: الإسلامية والصينية.
يطرح هنتنجتون العديد من العوامل التي من شأنها أن تكون -بجانب الاختلافات الثقافية- من أسباب تصادم الحضارات.
لم أنتهي من قراءة المقالة حتى الآن، لذا لم أنتقد فكرته الأساسية من الأطروحة، لكن قد استمع إلى بعض آرائكم حول الموضوع.
أطروحة أيديولوجية إضافية:
ناقشنا المحاضرة الأخيرة في صف الثقافة والسُلطة السياسية عن أطروحة “نهاية التاريخ” “The End of History and The Last Man” للمؤلف والفيلسوف فرانسيس فوكوياما، والتي تم نشرها في عام ١٩٩٢، أي تحديدًا قبل عام من نشر هنتنجتون لمقالته.
المثير للجدل هو أن كلا الأطروحتين تتناقضا كليًا مع بعضهما البعض، فبينما كان هنتنجتون يجادل في فرض نظريته حول الاختلافات بين الحضارات، والتهديد الذي يواجه المجتمعات الأوروبية -وتحديدًا المجتمعات الغربية الأمريكية - على الضفة الأخرى من الفلسفة، كان فوكوياما يجادل في طرح نظريته حول انتصار الغرب ونجاح فكرة الديموقراطية الليبرالية. لذا كانت فكرته حول نهاية التاريخ لا تتمحور بالضبط حول نهاية الزمان أو شي من هذا القبيل، بل كانت عن وصول العقل البشري لمرحلة جديدة من التطور لم يسبق له الوصول إليها من قبل.
لذا كما ترون أعزائي وعزيزاتي، مسرح السياسة مثير للجدل، والشفقة في آنٍ واحد. و كاتبتكم رهف لن تستقيل حتى تضع نهاية لكلا الأطروحتين في التحليل النقدي.
كما أننا ناقشنا في محاضرة أخرى عن العلاقة مابين المشاركات السياسية و الممارسات الدينية، وإلى أي مدى يمكنها أن يحددا نجاح أو فشل إحداهما أو كلاهما.
مؤخرًا أصبحت مهتمة -مُجبرة أيضًا- بقراءة المقالات السياسية والتاريخية والتي تضم أطروحات سواء كنت أؤيدها أم لا.
قد أكتب في التدوينة القادمة موضوع سياسي جديد نناقشه سويةً، وسأقوم بالتدوين عن أمور أخرى بالطبع.
إلى التدوينة القادمة،
كل الحُب،
رهف
© to the artist
コメント