top of page

التعزيز المناخي

  • Writer: Rahaf
    Rahaf
  • Jan 20, 2021
  • 2 min read

في المرة القادمة التي تمكثون فيها مدّة طويلة في مدينة مختلفة، راقبوا سلوككُم ومعدل إنجازاتِكم.


مضى على مكوثي في مدينة الرياض أُسبوع، و لا أزال أشعر كل يوم بتحسّنٍ مذهل في تأدية مهامي، و معنويّاتي.

أعني، لم أتصوّر يوماً أن رهف ستستمع بالاستقلالية، تصوّرتها حياة منهِكة للروح أكثر من الجسد.

سأذكر مقتطفات من روتيني اليومي:

أستيقظ في الثامنة وأربعين دقيقة، أعد الفطور، أحضر الدروس الإفتراضية وأدوّن الملاحظات. ينتهي التزامي بالحياة الأكاديمية في الثانيةَ عشر.


أذهب لمواعيدي في العيادات، وفي طريق العودة أزور أحد المقاهي وأحقن عقلي و روحي بالكافيين.

أعود للمنزل فأعيد ترتيب و تركيب الأثاث. وبآخر المساء أخرج لجلب اللوازم الناقصة.

إلّا أن روتيني هذا المساء كان أكثر سكوناً واستقراريةً. وهو أمرٌ محبَبٌ إلى النفس.


أخذَ عقلي وضع الطُمأنينة والسكون في صالحة، وسمحتُ لهُ بضخ التساؤلات والتعجبات.


— هل المناخ والمناطق المختلفة عن الموطن تؤثر على الإنسان؟


الإنترنت والتكنولوجيا لم يفشلا يوماً في الرد على تساؤلاتي.

سأضع تلخيصاً لما قرأت، وأُلحق بعدها بالمصدر.



الأمزجة بدورها تتأثر بالطقس وتقلبات الطبيعة، ولا يمكن ربطها دائما بالحالات الاقتصادية والمعيشية.

ويذهب المؤمنون ـ وبشكل مطلق ـ بنظرية دور البيئة في تحديد السلوك البشري، إلى أن روح المحافظة والكسل شائعة لدى شعوب الجنوبذات المناخ الحار، بينما تطبع روح المبادرة والتمرد والنشاط البدني سلوك وتفكير شعوب أوروبا وشمال أميركا ذات الطقس البارد والممطر.


الأمر لا يتعلق بمفاضلة بين سلوك إيجابي وآخر سلبي في حالتي البرد أو الحر.


أرسطو في كتابه “السياسة” قد قال عن سكان المناطق الحارة “أنهم يتصفون بالذكاء وعمق الفكر وروح المغامرة، وأن كل طفل يولد مؤهلاً لأن ينمو كمبدع”، أي أن الإبداع قدرة كامنة في الإنسان، ولكنها لا تظهر إلا بالإثراء والتحفيز والتنمية، وهو ما أدى إلى ظهور العديد منبرامج التدريب على الإبداع.


الاحتباس الحراري والكوارث المناخية التي تصيب العالم منذ سنوات، أوشكت أن تساوي بين أبناء المناطق الباردة وأبناء المناطق الساخنة، وتوحدهم هذه المشكلات البيئية، وهو أمر ـ ولسخرية الأقدارـ صار يجمع سكان الكرة الأرضية -وإلى جانب تصديهم للكارثةـ يوحدهم فيفقدان خصوصيات السلوك الخاضع لعوامل مناخية، “فقد صار الجميع في الهواء سواء”.


بشكلٍ أكثر اختصاراً:

—"المناخ يصنع الناس ولا يصنعونه".


إلّا أنه عند عودتي إلى جدّة، - ذات المناخ الرطب - لن تصحبها سوا الهِمّة والنشاط اللذانِ سررتُ بالتعرف عليهما هنا.

بالإضافةِ إلى ذلك، إن تعزيز المناخ لحياتنا و تنميتنا مؤكد، لكنهُ ليس العامل الجوهري أو الوحيد لسلوكياتنا، لا نزال نملك السيّطرة على حياتنا وقراراتنا.




المصدر — صحيفة العرب الإلكترونية، مقال بعنوان "هل للبرد والحر تأثيرات على نشاط الشعوب وذكاء الأفراد؟".

بقلم حكيم مرزوقي.




Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page