top of page

انعاش ذاتي

  • Writer: Rahaf
    Rahaf
  • Sep 8, 2020
  • 1 min read

ذات ليلة، تمنيتُ أن يقبض الرّب على روحي. تمنيتُ أن يتوقفَ قلبي عن النبض، واختفي بسلام.

بعد سُكون أمواج بكائي، والوسادة ممتلئة بالدموع، خلَدتُ للنوم.


كنتُ أشعرُ بالهلاك. على حافةِ شيءٍ عظيم. لم أدرِ ماكان.

وقفتُ أمام الفراغ. لاشيءَ، عدا نور اللّون الأبيض المنتَشر في الأرجاء.

دقائق وظهر قلبٌ ضخمٌ أمام ناظريّ.

لم يكن ينبض، كان متوَقِف، لا يجرؤ على الضَّخ. مُدمّر.

كان هنالكَ شقٌ عميق يؤدي إلى داخِله، لكني لم أدخل، بل وقفت ساكنةً مكاني. لم يحركني سوى صوت الأنين القادم من وراء هذا الجرح. عندها هرعتُ إلى الداخل.


إنه اللونُ الأحمرُ فقط من حولي، والأنينُ كان مستمرّاً.

شعرتُ بالخَنقةِ وأردتُ الخروجَ على الفور. ركضتُ إلى الخارج، واستوقفني صوتٌ من مصدر الأنينِ قائلاً:

أرجوكِ لاتُنهيني، بحقِ قلبك فقط .. انتظري.


عندها فقط انهرتُ باكيةً واغرورقت عينايّ بالدموع حتى بات كُل شيءٍ أمامي معتِماً؛ لأني حينها فقط فهمت، وتجلّت الحقيقة.

أنا الآن داخل قلبي.


مددتُ ذراعيّ لأحتضن هذا القلب المُرهَف. أحسستُ بالأمان، تمالكتُ نفسي وشرعتُ بالقيامِ بمُهمتي.


أخذتُ أرممّ الدمارَ الحاصل. وكأن حفلةً صاخبةً أُقيمت هنا، وبعد انتهائها تُركتُ بمفردي لأُرتب المكان.

بعد مرور نِصف ساعة من الإصلاحات، خرجتُ من آخر الجُروح.


من الخارج، على الفور، وبعد انتهائي من ترميم آخر الأوتار الممزّقة، دبّت الحياة في قلبي، و أخذَ يضخُّ بداخِله الحُبَ من جديد. وغمرني بِه، حتى كدتُ أقع من شِدّة السعادة.



استيقظتُ من النوم عند منتصف الليل، عدتُ إلى الواقع. فتحتُ النوافذ وجعلتُ نسيم تلك الليلةِ الباردة يتخللُ صدري. ينعشُ مَن طلب الرجاء لفرصةٍ أخرى، من طلبَ الحياة.






© to the artist


Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page