top of page

الرحلة رقم ١٢١٨

  • Writer: Rahaf
    Rahaf
  • Jun 12, 2020
  • 2 min read

Updated: Jun 16, 2020

الفصل الأول | أن تصعد لقطار وتترجل منه لوجهتك المقصودة شيء، وأن تصعد قطار قاصداً وجهة، و تحمُّل فكرة مرورك بخط زمكاني أمر آخر.

اتجه ركاب الرحلة ١٢١٨ إلى مقدمة المقصورة حيث يكون الاحتشاد هناك فقط للضرورة. منهكين و منزعجين من إيقاظ كابتن القطار لهم في هذه الساعة المتأخرة، والتي كانت تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل.

"انتباه إلى جميع الركاب المسافرين على متن القطار السريع الرحلة رقم ١٢١٨، المتجهة من فورت لودرديل (فلوريدا) إلى بورتوريكو. أود الإبلاغ عن وجود جسيم استثنائي طاقي - غير مرئي - سيجبرنا على سلوك طريق مختلف عن المعتاد، وربما خطر. إذ سنمر من خلال فجوة زمنية. سنتمكن - إن شاء أو لم يشأ الرب - من العبور خلالها بسلام، أو سنواجه انقسامات لأجسامنا المادية بسبب هول السرعة الضوئية؛ كوننا نسير حول حلقة زمنية. نأمل منكم فقط أن توّحدوا صلاتكم لأجل من على متن القطار.

كان الكابتن معكم يتحدث، عمتم مساءً."

لبث الركاب حوالي أربع ساعات، حتى مطلع الفجر وهم مرعوبين، فزعين، مصلين لمصيرهم المجهول.

فجأة وبدون سابق إنذار أخذ القطار في التباطؤ تدريجياً عن الحركة محدثاً صرير يعلن عن التوقف الكامل.

أخذت الهمهمة تسري بين المسافرين. ومرة أخرى أعلن الكابتن أنها أوتار كونية، وسوف نمر من خلالها مرور الكرام.

مرت الساعة التالية من توقف القطار كمليون سنة ضوئية - تعبير مجازي- حتى عاود الحركة مرة أخرى. علت أصوات التصفيق بطريقة دبلوماسية تنم عن الخوف والاضطراب الداخلي.

أكمل القطار طريقة إلى بورتوريكو. وبعد مرور ساعة توقف معلناً وصوله.

فور توقف القطار أخذ المسافرون يترقبون بلهفة وجهتهم المنشودة.

شاعرين بالحماسةِ تجاه ردات فعل الأقارب و الأصدقاء، وحتى الغرباء الذين سيسرُدون عليهم نجاتهم الأُعجوبية.  

إلّا أنهم ما إن أبصروا من النوافذ المستطيلة المعدنية، حتى رأوا أن سكة الحديد قد اختفت! -وكأن الفجوة الزمنية سمحت لهم بالمرور مقابلها -. والمحطة لمدينة بورتوريكو المنتظرة لم يظهر أثرها! 

 دوى صوت الكابتن في أرجاء المقصورات، معلناً عن نجاتهم من أعجوبة أخرى من المحتمل، لكن الخبر الذي دوى في الأرجاء لم يكن سوى الإعلان عن بداية خطيرة، جعلت اللون الأبيض يتشكل على أمارات الوجوه.

"أعزائي الركاب، أود الإبلاغ عن مكروه، يبدو أن التيار الزمني لم يعني أبداً انقسامات جسمية، أو انتقالات زمنية. يبدو أنها تنقلات كوكبية!

أعزائي ركاب الرحلة رقم ١٢١٨، يبدو أننا على سطح كوكب القمر!"



  • رهف

١٤٤١هـ / ١٠ / ١٥

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page