الرحلة رقم ١٢١٨
- Rahaf
- Aug 20, 2020
- 1 min read
الفصل الثاني |
أخبرتني صديقتي ذات مرة أن الأموات تُبعث أرواحهم إلى القمر. موضحةً أن الأشرار فقط هم من يذهبون هناك؛ هذا يفسر سبب وجود البقع الداكنة عليه.
بدا لي الأمر سخيف بشكل جذّاب. فلقد أفتتنت بالفكرة لأني كنت أبلغ من العمر ثمانِ سنوات، وهذا ما كنت أتوق لسماعه، أساطير و خُرافات فاتنة.
ها أنا ذا بعمر السابعة عشر، بالعقل المدرك والناضج، ابتعت تلسكوباً لرصد القمر. لأكون أكثر دقةً وصدقاً، لرصد الأرواح المظلمة هناك، المتسترة خلف ما يسمونه "صخور" و "فوهات صدمية".
انتظرت ساعتين بعد ظهور القمر؛ أي عندما أصبح ارتفاعه في السماء ٣٠ درجة، حتى أوجه تلسكوبي ناحيته وأرصد الفوهات الرئيسية على سطح القمر مثل "ستيفيناس" و "تايخو" و"أفلاطون".
وكما توقعت، عندما رصدت فوهةً عملاقة، كان ما أراه أمامي هو "تايخو"، الفوهة المركبة؛ وهذا ما يطلق على الفوهات الضخمة من ناحية العمق و القطر.
اغمضت عيني اليسرى وقرّبت اليمنى بإتجاه القرص المكبر؛ حتى يتسنى لي النظر في التفاصيل الدقيقة.
لكن ما رأيته جعلني أفتح كلتا عينيّ بهلع وأشرع للذهاب للتاجر الذي باعني التلسكوب وأعاتبه على ضحِكه عليَ واستغلاله لي بأن يبيعني تلسكوب رديء الصنع. عالمةً أن ما أفعله سُخف و مجرد تظليل للحقيقة المرعبة.
بينما كانت عينيّ تتفحص القمر من اليسار إلى اليمين، حتى استوقفت عند يدان ممدودتان لأعلى، غير واضحٍ لي معالم الجزء السفلي من الجسم. قمت بإنزال المقبض لأسفل قليلاً حتى ظهر قبالتي رجل بلحمه وشحمه.
أخذ قلبي يخفق بشدّة وكان يتراقص على وقع موسيقا درامية. قمت بتقليص الصورة حتى رأيت ما خلف الرجل؛ جماعة من البشر يلوّحون - كما توهمتُ - لي.
وبخلاف هذا المشهد غير المألوف، رأيت أحدهم يحمل لافتةً بيضاء رثة مدوّنٌ فيها ما يلي :
الإغاثة لركاب الرحلة ١٢١٨.
Commentaires