top of page

الصوم عن الكلام

  • Writer: Rahaf
    Rahaf
  • Jul 25, 2020
  • 2 min read

عندما طُرحت علي الفكرة كانت بالبداية مستحيلة، كوني أتوق للتحدث ولا يمكنني تخيل يومي بدون سرد تفاصيله على عائلتي، وإن بدت بلا معنى.

(بالمناسبة، شكراً لمنار على تحملها ثرثرتي كل يوم)


قررت الصوم عن الكلام إضافةً إلى الصوم عن مواقع التواصل الإجتماعي (سوشال ميديا ديتوكس). فكرة الإختلاء بنفسي و تصفية أيامي - من شوائب التزييف والإستعراض الذي يجري في ساحات المنصات الإلكترونية - بدت كفقاعة بداخلها يجول الهدوء والسلام. ولن أتردد للحظة للمكوث داخل هذه الفقاعة.


الرابع والعشرون من يوليو | السابعة صباحاً


أيقضتني صديقتي بإتصالها علي تصرخ فرحاً من أمر حدث لها. لو كان بإستطاعتي مد يدي بداخل الهاتف وصفعها لفعلت، كاد قلبي يقع خوفاً وقلقاً تحت دوي صراخها.

بعد أن أغلقت السماعة تذكرت أني تحدثت، لكن ذلك لم يمنعني من إكمال تجربتي والمضي فيها.


فترة الظهيرة بجميع أوقاتها كانت مرهقة لعدم مقدرتي على التفاهم مع من بالبيت؛ فالتحدث بالإشارة ليست بالفكرة المثالية.

لذلك قررت أن أتواصل معهم من هاتفي - وكنت بعيدةً كل البعد عن مواقع التواصل - على تطبيق الملاحظات.


نطقتُ ست مرات بكلمات. ومرةً واحدة قلتُ جملةً كاملة. لكن في المرة الأخيرة سكبتُ بحراً من ثرثراتي في الحادية عشر والنصف مساءً.

بعد أن انتهيت من كلامي استوقفت للحظةً لاستوعب ماحدث .. وقعت أرضاً عندما تغلب علي الضحك.

لم أجد صعوبةً في الإختلاء مع نفسي، على العكس كان اليوم بمثابة العطلة، ولم أحسس بالوحدة أو الشوق لمحادثة أحد. في كل الأوقات كنت بداخل عقلي أعتصره لكي أخرجَ بقصة قصيرة، وحبكتُ حكاية طريفة وكتبتها كفصول، انتهيت من كتابة الفصل الأول والثاني وسأضعها بالمدونة بداخل فئة (قصص قصيرة).


صفا ذهني من عدّة أشياء، وأنجزت العديد في ظل توقفي عن الكلام. كانت تجربة فريدة من نوعها وآسِره.

انتهت تجربة الصوم عن الكلام لكن لا أزال في إجازة بعيداً عن مواقع التواصل الإجتماعي.



السؤال الأهم: هل سأعيد التجربة؟ حتماً


سؤال آخر: هل سأقع تحت تأثير الثرثرة في اللحظة الأخيرة كما فعلت اليوم؟ ربما




Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page