top of page

زهرة عباد الشّمس

  • Writer: Rahaf
    Rahaf
  • Jul 16, 2020
  • 2 min read

Updated: Jul 24, 2020

"السيقان جفت وتصلَّبت، والوجوه تهتز كرؤوسٍ تصلي، وعندما تهدر الأوبل متجاوزة إياها، يشعر فرنر كما لو أنهم تحت أنظار عشرة آلاف عين سايكولوبية."

هكذا وصف الكاتب (أنثوني دور) شعور الفتى فرنر عندما رأى حقل عباد شمس لأول مرة.


فكرتُ مؤخراً في عدد المرات الذي تبادرت فيها صورة زهرة عباد الشمس إلى ذهني، آتيةٌ بفعل تشكلِها في أكثر من "مصادفة" في الآونة الأخيرة. سواءً كان (إيموجي) بعثته صديقتي برسالتها، رفيقٌ يرعى هذه الزهرة في بيته، أو فصلٌ عُنوانه (زهور عباد الشمس) في الكتاب المرافق لي حالياً. و الكثير من الصُدف التي لا أستطيع تذكرها بشكلٍ بيِّن.


سأكتب لأني بحاجه بشدة للكتابة عن موضوع يشدني كهذا. ولأني أيضاً أميل للتعمق و التوسع في مثلِ هذه الأمور.


القصص الأسطورية، وتحديداً الميثولوجيا الإغريقية، أعطت لنا حِكاية فاتنة. وهي أن حورية الماء الجميلة و المغرية (كليتي) ذات مرة خرجت من ينبوعها لتستمتعَ بدفءِ الشمس، ولفتَ إنتباهها مشهدُ آلهة الشمس (أبولو) وهو يخرج من أبواب السماء الشرقية متجهاً نحو الغروب. شدّها جمالُه البهي ورجولته وشجاعته، فوقعت بحُبه. كانت كل يوم تنتظر خروج (أبولو)، متشوّقة لرؤيته. لكن (أبولو) لم يلتفت أبداً إلى(كليتي)، غير آبه لجمالها وحُسنها الأخّاذ. تملكها الحزن و التعاسة، فامتنعت عن الطعام والشراب، وبقيت مكانها يغلبها الحزن، والدموع تنهمر من عينيها. ثم في اليوم التاسع من امتناعها عن الأكل والشُرب، حاولت الحركة لكنها عجزت عنها. بقت في مكانها حتى تحوّلت أطرافها إلى اللون الأخضر، و شعرها الذهبي اللامع إلى بتلات، تحولت بالكامل إلى زهرة يانعة. وكانت لا تزال تدوِّر رأسها صوب الشمس متطلعةً إلى (أبولو) و مقتفيةً أثره، لذلك أُطلق عليها فيما بعد (زهرة عباد الشمس).


تحكي الأسطورة الكثير من التفاصيل، وتختلف أيضاً بالكثير، ففي أسطورة أخرى تحكي أن (أبولو) بادلها الشعور لكن لم يقع في حُبها وإنما وقع في حب حُوريةٍ أخرى.

لكن هذه القصة، بنهايتها المحزنة عن زهرة عباد الشمس كان تحمل رمز معاكس. علمياً: هذه الزهرة ترمز إلى الحب الصامت والإعجاب والولاء، كما أنه يُعتقد أنها تجلب الحظ و المشاعر الطيبة و السعادة بشكلٍ كبير.


يبدو أن تشكُل هذه الزهرة في مواقفَ عديدة لي مؤخراً سيكون بمثابة بصيص أمل. سوف ابتاعها في أقرب وقت، فأنا أتوق لرمزها ومعناها، ولا أرجو أسطورتها بالطبع.




© to the artist

Comentários


Post: Blog2_Post
bottom of page